الأحد، 9 يناير 2011

عقائد ومعاملات

كنت أعتقد عند بدئى أننى سأبدأ من حالة الصراع بين الشعب (مسلميه ومسيحييه) والحكومة ، ولكن اتضح لى أن المشكلة يجب أن نبدأ فى عرضها من بدايتها ، والبداية فى تصورى فى نظر كل من للآخر ، وعدم قبول أن نكون مختلفين ونحن على حب.
سأدخل فى الموضوع مباشرة وسيكون مدخل أعلم أن كثير من القراء سيصدمه ولكن ما باليد حيلة فلا بد من التصادم حتى نصل إلى نتيجة.
يريد كل من المسلم والمسيحى أن يقر الآخر بصحة معتقده ! ! وهذا يثير التعجب ، فلو أقررت كمسلم بصحة معتقد المسيحى فقد خرجت عن الإسلام ، ولو أقر المسيحى بصحة معتقد المسلم فقد دخل فى الإسلام.
كيف؟
لو أقر المسلم بقانون الإيمان الإسناسى وبالثالوث المقدس يكون قد خرج عما هو معلوم من الدين بالضرورة فى طبيعة الله الأحد الذى يعبده ، ولو اقر المسيحى بوحدانية الله الذى لم يلد ولم يولد يكون قد كفر بالثالوث الأقدس ودخل حظيرة الإسلام.
لو أقر المسلم بصحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه يكون قد خرج عن أحكام القرآن التى تؤكد له أن الكتب السابقة قد حرفت ، ولو أقر المسيحى بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) يكون قد خرج عن اعتقاده فى المسيح المخلص.
ولو أخذت فى تعديد الأمثلة فلن أنتهى ولكنى اخذت بأكبر الأمثلة وهى أساس العقيدتين ، أما عن التفريعات فحدث ولا حرج وستجد ما لا حصر له من الأمثلة التى تؤكد اختلاف العقيدة بيننا مهما حاول علماء السلطة من الطرفين أن يوهمنا أننا نعبد نفس الإله.
فالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ليس هو الإله الواحد ذى الأقانيم الثلاثة (الآب والابن والروح القدس) أى أن كل منا له ربه الذى يعبده.
من منا فى الجنة ومن منا فى النار ؟
هل يستطيع أى منا أن ينكر أنه على حق فى معتقده والآخر على باطل؟
هل يستطيع مسلم أن يقول أن المسيحى فى الجنة والمسلم فى الجنة؟
هل يستطيع مسيحى أن يخبر طفله بأنه وجاره المسلم سيتاجورون فى الجنة؟
لو استطعنا هذا ما كان هناك سبباً أصلاً لاختلاف الأديان.
أى أن كل منا يعبد ربه على طريقته ومنهاجه الذى يراه حق ويأمل أن يكون مأواه الجنة ، ويرى الآخر على باطل ولكن العقيدتين هنا اتفقتا على أمل أن يهتدى كل من كان على باطل وهذا لب المشكلة.
أى أن مشكلتنا ليست كراهه ولكن حب.
كيف؟
رغبة كل من المسلم والمسيحى فى هداية الآخر حباً فى أن نكون جميعاً ممن سينالهم الله برحمته جعلتنا نتواجه فى موضع لا يصح فيه المواجهه ، بل ينبغى فيه التسامح.
نعم أخى المسيحى أنت تحبنى لدرجة خوفك علىّ من عذاب الجحيم ، وأنا أيضاً أحبك وأكره أن أراك فى النار ، ولكنها محبة أدخلتنا فى صراع ، محبة جعلتنا نفعل فعل الدب مع صاحبه عندما أراد أن يبعد ذبابة عن وجهه فلم يجد إلا صخرة يلقيها على وجهه.
مما سبق يظهر لنا جلياً أن الصراع بيننا صراع حب لا كراهه ، فكيف نحول هذا الصراع إلى التحام ، كيف نجعل من عقائدنا التى تدعونا إلى أن نحب بعضنا حتى أن كل منا يخاف على الآخر عذاب الآخرة أن نجسد هذا الحب فى تعاملاتنا.
الأمر ابسط مما نتخيل ، كل ما هنالك أن نستحضر أسباب الكره وسنجد أنها فى الحقيقة هى أسباب الحب.
فليفعل كل منا عقيدته
ستجد المسيحى يتذكر أقوال السيد المسيح التى تدعوا إلى الحب ونبذ الكره من القلب (حبوا أعدائكم) فواجب عليك أخى المسيحى أن تحبنى ولو كنت لك عدواً ، فما بالك إن كنت لك أخاً.
وليتذكر أخى المسلم قول ربه                    الكهف: ٢٩ أى أن الإجبار ها هنا ممنوع.
فنجعل من عقائدنا عادات لنا نحيا لها وبها عندها لن يكون هناك صراع بل إخاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق