الأحد، 16 يناير 2011

التقوقع المسيحى الإسلامى


كنت فى فترة السبعينات (مرحلة الطفولة والمراهقة بالنسبة لى) مقيماً بشارع زكريا غنيم بمساكن حلمية الزيتون وكانت وسيلة قضاء وقت الفراغ فى الشارع أمام العمارة حيث أنشأنا ملعب لكرة القدم فى قطعة أرض فضاء وكنا نجلس لنتسامر ليلاً على رصيف أحد العمارات وكنا مجموعة مؤلفة من إيهاب ومحمد وسمير وأيمن وهشام وعلاء ومحمد آخر وماجد وممدوح وطلعت وطارق.
سؤالى ها هنا هل تعرف كم مسلم وكم مسيحى فى الموجودين؟
لن أقول لك أنى كنت لا أعرف من المسلم من المسيحى ، فسمير وأيمن وماجد لم يذهبوا يوماً معنا لصلاة الجمعة ، لأنهم مسيحيين ، ولم يشغلنا الأمر فى كثير أو قليل ، بل كا نوا دائماً معنا فى رمضان يشتروا فوانيس رمضان معنا ، وكنا يوم أحد السعف نتسابق لعمل الأشكال المختلفة من خواتم وماديليات من السعف ، كانوا يسهرون معنا طوال شهر رمضان فى سمر جميل.
كم أتوق لتلك الأيام التى شهدت طفولتى وصباى.
أما الآن فأتلفت فى الشوارع وفى مراكز الشباب (بحكم مهنتى) باحثاً عن طفل مسيحى أو شاب مسيحى بين جموع المسلمين فلا أجد .... لقد اكتفوا بممارسة أنشطتهم داخل الكنيسة فيما عرف فى البداية بمدارس الأحد والتى تطورت مع الأيام لتصبح أندية رياضية إجتماعية . قد يكون السبب هو استكمال دور الدولة الذى غاب على مستوى العمل مع الطلائع والشباب والذى أصبح تحصيلا حاصلا.
ولكن دائماً أبداً الإنسان عدو لما يجهل ، فعندما إنقطعت العلاقة بين الأطفال المسلمين و المسيحيين فى مرحلة الطفولة وأيضاً يستمر فى مرحلة الصبا والشباب فأكيد لن يعرف المسيحى فيما يفكر المسلم وكيف يفكر وكذلك المسلم اتجاه المسيحى ، فكان نتاج ذلك حالة من الخوف المتبادل التى ترجمت إلى قلق وتوقع الغيلة من كل طرف للآخر .
وزاد الطين بلة ما تقوم به بعض المدارس (الخاصة والعامة) من تسكين الطلاب المسيحيين فى فصول منفصلة توفيراً لمدرس مادة الدين المسيحى الذى أغفلت الوزارة تعيينه فى مدارسها واستخسرت المدارس الخاصة أجره فلم تعينه ، فكان نتيجة لذلك ازدياد حالة الانفصال بين الطرفين.
أين الحل؟
الحل بسيط وهو عودة المسيحيين لحضن مراكز الشباب بشرط أن يعود مركز الشباب لممارسة دوره . وعودة المدرسة للتوزيع النسبى للطلاب فلا يخلو فصل من وجود مسلم ومسيحى بنسبة تتناسب مع عددهم فى الصف الدراسى بهذه الطريقة يحدث الاندماج ويذوب المسلم فى المسيحى والمسيحى فى المسلم ونتعارف ليتأكد كل منا أننا بالفعل نحيا سوياً ولابد أن تستمر بنا الحياة وان نهاية طرف تعنى نهاية الطرف الآخر.
 

الأحد، 9 يناير 2011

عقائد ومعاملات

كنت أعتقد عند بدئى أننى سأبدأ من حالة الصراع بين الشعب (مسلميه ومسيحييه) والحكومة ، ولكن اتضح لى أن المشكلة يجب أن نبدأ فى عرضها من بدايتها ، والبداية فى تصورى فى نظر كل من للآخر ، وعدم قبول أن نكون مختلفين ونحن على حب.
سأدخل فى الموضوع مباشرة وسيكون مدخل أعلم أن كثير من القراء سيصدمه ولكن ما باليد حيلة فلا بد من التصادم حتى نصل إلى نتيجة.
يريد كل من المسلم والمسيحى أن يقر الآخر بصحة معتقده ! ! وهذا يثير التعجب ، فلو أقررت كمسلم بصحة معتقد المسيحى فقد خرجت عن الإسلام ، ولو أقر المسيحى بصحة معتقد المسلم فقد دخل فى الإسلام.
كيف؟
لو أقر المسلم بقانون الإيمان الإسناسى وبالثالوث المقدس يكون قد خرج عما هو معلوم من الدين بالضرورة فى طبيعة الله الأحد الذى يعبده ، ولو اقر المسيحى بوحدانية الله الذى لم يلد ولم يولد يكون قد كفر بالثالوث الأقدس ودخل حظيرة الإسلام.
لو أقر المسلم بصحة الكتاب المقدس وعدم تحريفه يكون قد خرج عن أحكام القرآن التى تؤكد له أن الكتب السابقة قد حرفت ، ولو أقر المسيحى بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم) يكون قد خرج عن اعتقاده فى المسيح المخلص.
ولو أخذت فى تعديد الأمثلة فلن أنتهى ولكنى اخذت بأكبر الأمثلة وهى أساس العقيدتين ، أما عن التفريعات فحدث ولا حرج وستجد ما لا حصر له من الأمثلة التى تؤكد اختلاف العقيدة بيننا مهما حاول علماء السلطة من الطرفين أن يوهمنا أننا نعبد نفس الإله.
فالله الواحد الأحد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ليس هو الإله الواحد ذى الأقانيم الثلاثة (الآب والابن والروح القدس) أى أن كل منا له ربه الذى يعبده.
من منا فى الجنة ومن منا فى النار ؟
هل يستطيع أى منا أن ينكر أنه على حق فى معتقده والآخر على باطل؟
هل يستطيع مسلم أن يقول أن المسيحى فى الجنة والمسلم فى الجنة؟
هل يستطيع مسيحى أن يخبر طفله بأنه وجاره المسلم سيتاجورون فى الجنة؟
لو استطعنا هذا ما كان هناك سبباً أصلاً لاختلاف الأديان.
أى أن كل منا يعبد ربه على طريقته ومنهاجه الذى يراه حق ويأمل أن يكون مأواه الجنة ، ويرى الآخر على باطل ولكن العقيدتين هنا اتفقتا على أمل أن يهتدى كل من كان على باطل وهذا لب المشكلة.
أى أن مشكلتنا ليست كراهه ولكن حب.
كيف؟
رغبة كل من المسلم والمسيحى فى هداية الآخر حباً فى أن نكون جميعاً ممن سينالهم الله برحمته جعلتنا نتواجه فى موضع لا يصح فيه المواجهه ، بل ينبغى فيه التسامح.
نعم أخى المسيحى أنت تحبنى لدرجة خوفك علىّ من عذاب الجحيم ، وأنا أيضاً أحبك وأكره أن أراك فى النار ، ولكنها محبة أدخلتنا فى صراع ، محبة جعلتنا نفعل فعل الدب مع صاحبه عندما أراد أن يبعد ذبابة عن وجهه فلم يجد إلا صخرة يلقيها على وجهه.
مما سبق يظهر لنا جلياً أن الصراع بيننا صراع حب لا كراهه ، فكيف نحول هذا الصراع إلى التحام ، كيف نجعل من عقائدنا التى تدعونا إلى أن نحب بعضنا حتى أن كل منا يخاف على الآخر عذاب الآخرة أن نجسد هذا الحب فى تعاملاتنا.
الأمر ابسط مما نتخيل ، كل ما هنالك أن نستحضر أسباب الكره وسنجد أنها فى الحقيقة هى أسباب الحب.
فليفعل كل منا عقيدته
ستجد المسيحى يتذكر أقوال السيد المسيح التى تدعوا إلى الحب ونبذ الكره من القلب (حبوا أعدائكم) فواجب عليك أخى المسيحى أن تحبنى ولو كنت لك عدواً ، فما بالك إن كنت لك أخاً.
وليتذكر أخى المسلم قول ربه                    الكهف: ٢٩ أى أن الإجبار ها هنا ممنوع.
فنجعل من عقائدنا عادات لنا نحيا لها وبها عندها لن يكون هناك صراع بل إخاء

هل هناك صراع إسلامى مسيحى فى مصر؟

 
بعد أحداث الاسكندرية الأخيرة وقبلها كثر الكلام عن فتنة طائفية فى مصر وعن خلاف إسلامى مسيحى وخاصة من مسيحى مصر ، ولكن ليسمحوا لى أن أسألهم هل فى يوماً ما كان هناك خلاف بينك وبين جارك المسلم أم أنك دائماً تقول لجارك أنا لا أتحدث عنك ولكن اتحدث عن آخرين متعصبين؟
أى أن كل معارفك من المسلمين ليسوا من هؤلاء المتعصبين ولكن دائماً هناك آخر متعصب لا تعرفه.
وهذا أيضاً يدور فى رأسنا نحن المسلمين أن من لا نعرفهم من المسيحيين يخططون لحرب بين المسلمين والمسيحيين، أما أصدقائنا من المسيحيين فهم أناس محترمه لم نرى منهم دائماً إلا كل الخير.
أى أن دائماً المشكلة فى من لا نعرفه.
أسمحوا لى أن أتناول هذه المشكلة بصراحة مطلقة ولأنها ليست مشكلة واحدة بل هى مجموعة من المشاكل المتداخلة فاسمحوا لى أن أتناولها واحدة واحدة على سلسلة من المقالات سأحاول خلالها عرض رؤيتى الشخصية عن أبعاد القضية والتى أرى أنها تنقسم إلى :
  1. خلاف بين الشعب (مسلم ومسيحى) والحكومة.
  2. رفض المسلم للآخر.
  3. تقوقع المسيحيين على أنفسهم.
  4. التداخل بين العقائد والمعاملات. 
أعتقد أنه بعد هذا التناول سنستطيع الإجابة عن السؤال عنوان المقال .

لماذا؟

هذا هو السؤال الأول ، لماذا أنشئ مدونتى ؟

أعلم أن عدد القراء فى مصر قليل ، وعدد المستخدمين للإنترنت أقل ، وقراء الانترنت هم أقل القليل ، ومع ذلك قررت أن أكتب لا لشئ إلا لأنى سأنهار لو لم أعبر عما يدور براسى من أفكار ، ليس مهماً أن يقرأها أحد - وإن كنت أتمنى أن يقرأها كل مصرى - ولكن على الأقل أفرغ ما فى نفسى من أفكار ، قد تكون متوافقة مع رأى كل مصرى ، وقد تكون شطحة من شطحات نفسى ، ولكنها فى النهاية أفكارى وآرائى ، من حق كل من يقرأها أن يعلق عليها إستهجاناً قبل استحساناً ، ولكن أرجوك يا أخى أن تحترمنى وأن تقبلنى كإنسان له الحق فى أن يخطئ ، لأن مشكلتنا الأولى أننا لا نعطى لأنفسنا الحق فى الخطأ لذلك نعلق المشانق لكل مخطئ.
سأضع لنفسى بعض الخطوط الحمراء التى سأعمل جاهداً ألا أتعداها , وأرجو من الجميع أن يضعوها فى إعتبارهم لو أرادوا التعليق على أى رأى :
1) من حقى أن أختلف معك ولكن ليس من حقى تسفيه رأيك.
2) من حقك أن أحترم معتقداتك ولكن ليس من حقك أن أومن بها.
3) ليس بينى وبينك خلاف شخصى ولكنه خلاف فى الأفكار.
4) كما أريد من الجميع أن يتقبلنى حتى لو اختلفت معه فأنا أتقبل الجميع حتى لو اختلفت معهم.
5) مقولة الإمام الشافعى هى النبراس لى فى الكتابة (رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب) فليس بيننا من يحمل الحقيقة الكاملة.
هذه هى السياسة التى سأتبعها فى مدومنتى فأرجو من كل من يرغب فى المشاركة أن تكون هذه هى الشروط التى يضعها لنفسه خلال المشاركة.
شكراً لكل من أهتم بالقراءة.